كيف تكتب رسالة دكتوراة او ماجستير ممتازة

كيف تكتب رسالة دكتوراة او ماجستير ممتازة

هدف هذا المقال هو أن يكون دليلًا مفيدًا يزودك بالإرشادات والنصائح القيمة لكتابة أطروحتك في مرحلة الدكتوراة أو الماجستير.

ما هو تعريف رسالة الدكتوراة او الماجستير بالضبط؟

حسب قاموس أكسفورد للإنجليزية، تُعرَّف الأطروحة على أنها "مقالة طويلة حول موضوع معين، خاصة تلك التي تُكتب لنيل درجة جامعية أو دبلوم". على الرغم من أن محتواها يختلف وفقًا للتخصص المحدد، إلا أنها عادة ما تقدم نتائج البحث الذي أجريته حول موضوع معين. عند كتابة أطروحتك، يجب أن تصوغ حججك بناءً على البحث الذي قمت به وتقدم أفكارك واقتراحاتك الخاصة.

التحضير

يتطلب التحضير وكتابة الرسالة الكثير من الجهد. الخطوة الأولى هي مناقشة المشروع مع مشرفك أو معلمك، الذي سيساعدك في اختيار الموضوع المناسب. بعد ذلك، يجب عليك تصميم وإجراء بحثك، مما سيتطلب بالطبع قراءة مسبقة كبيرة. تستغرق كتابة الأطروحة وقتًا طويلاً؛ لذا يجب عليك وضع خطة وجدول زمني من البداية.

تشمل هذه المرحلة البحث، وكتابة الأطروحة التي قد تتضمن عدة مسودات، والحصول على خدمات التدقيق اللغوي والتحرير وإعادة الصياغة إذا لزم الأمر، ثم طباعتها وتجليدها بمعايير احترافية. قد يستغرق العمل وقتًا أطول مما تتوقعه، وحتمًا ستواجه تأخيرات مختلفة وانقطاعات غير متوقعة لذا يجب عليك أن تأخذ هذا في الاعتبار عند وضع خطتك لتجنب التعرض لحالة الذعر عند اقتراب موعد تقديم الأطروحة.

كتابة أطروحتك

بمجرد أن تقرر موضوعك وتكمل بحثك، فقد حان الوقت للبدء في كتابة أطروحتك. الخطوة الأولى هي التعرف على الأدلة الأسلوبية والمتطلبات الأخرى التي تضعها جامعتك. يشمل ذلك نوع الخط وحجمه، ونظام الاستشهاد، وعدد الكلمات المطلوبة، وعوامل أخرى. تحتاج بعد ذلك إلى تخطيط تنسيق أطروحتك بما في ذلك العنوان، قائمة المحتويات، الملخص، المقدمة، والنص الرئيسي (الذي سيغطي عدة فصول)، والختامة (بما في ذلك التوصيات)، وقائمة المراجع. قد تتضمن الأطروحة أيضًا صورًا، ومخططات، وجداول.

الغرض العام من الأطروحة – تطوير حجة أصلية

الغرض العام من رسالة الدكتوراة او الماجستير هو تطوير حجج أصلية. يجب أن تقدم الأطروحة حججًا أصلية وتكون نتاج عملك الخاص، ويجب عليك أن تثبت للممتحن أنك استخدمت مهاراتك التحليلية لتقديم حججك من خلال الاستشهاد بالأدلة. يجب ألا تكرر أي مادة قد استخدمتها في أعمال سابقة وأن يكون العمل مكتوبًا بشكل جيد، دون أية أخطاء إملائية أو نحوية أو كتابية. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن تكون أطروحتك واضحة وموجزة ومنطقية، وأن تكون الجمل ليست طويلة جدًا أو قصيرة جدًا. تقدم الأقسام التالية معلومات ونصائح مفصلة حول كل عنصر من عناصر الأطروحة.

صفحة العنوان

هذه هي الصفحة الأولى من أطروحتك وتعرض عادة عنوان عملك، واسم المؤلف، والمؤهل الذي تسعى للحصول عليه من خلال هذه الأطروحة، والجامعة/ الكلية المسؤولة عن الإشراف على العمل. ستكون لدى معظم المؤسسات متطلبات رسمية بخصوص كيفية تنظيم هذه الصفحة والصياغة الدقيقة التي يجب استخدامها، لذا تأكد من أنك على دراية بهذه الأمور والتزم بها!

الشكر والتقدير

في هذا القسم القصير ولكن الجوهري، تُتاح لك الفرصة بصفتك المؤلف، للتعبير عن امتنانك، بألفاظك الخاصة، لأولئك الذين ساعدوك ودعموك في عملك. قد يشمل مشرفيك، والفريق التقني، ومنظمي الدخول، والمشاركين، وعائلتك، وأصدقائك، وربما حتى حيواناتك الأليفة!

Top of Form

Bottom of Form

الخلاصة

على الرغم من أن الملخص يُعرض في بداية أطروحتك، إلا أنه عادة ما يُكتب في النهاية (لأنك في النهاية ستكون على علم تام بما تشمله أطروحتك). إنه في الأساس ملخص قصير عن بحثك يتراوح بين 200-250 كلمة وينقل للقارئ بدقة محتويات أطروحتك. كما أنه أول ما سيقرأه الأساتذة والطلاب الآخرون عندما يبحثون عن أبحاث حول موضوع معين (كما فعلت أنت بالفعل في مرحلة مراجعة الأدبيات(.

إننا لا نبالغ في التشديد على أهمية هذا القسم. فمن حيث الهيكل، يجب أن يذكر الملخص بإيجاز خلفية البحث (لماذا هو مهم؟)، وهدفه الأساسي، والأساليب المستخدمة (وأيهم تؤيد - إذا كان ذلك مناسبًا)، والنتائج الرئيسية، والاستنتاج (الاستنتاجات) المستخلصة. يجب أيضًا أن تضع عنوان أطروحتك في أعلى الصفحة. في نهاية الملخص، من المعتاد تضمين 4-6 كلمات رئيسية تعكس محتوى دراستك - لتتمكن قواعد البيانات من استقطابها عندما يبحث آخرون في الأدبيات البحثية في مجال مماثل أو التي تستخدم نهجًا مشابهًا. لذا ضع ذلك في الاعتبار عند تحديد اختيارك!

جدول المحتويات

مثل أي كتاب، يعد هذا جزءًا أساسيًا من أطروحتك التي تمكن القارئ من رؤية ما يحتويه الكتاب في لمحة سريعة وأين يمكن العثور على معلومات معينة. يجب أن تكتب على الجانب الأيمن، بالترتيب الزمني، جميع عناوين الفصول بالإضافة إلى العناوين الفرعية من المستوى 2 والمستوى 3، وتكتب على اليسار أرقام الصفحات ذات الصلة بهذه العناوين. إن الأسلوب المحدد الذي تستخدمه متروك لك، ولكن مهما كان اختيارك، تأكد من أنه قابل للقراءة، وقبل كل شيء، دقيق!

لتتمكن من عمل ذلك بسهولة، يوصى باستخدام جدول المحتويات الذي يُنشئ تلقائيًا في برنامج Word، إذ يمكن تحديثه بنقرة زر واحدة ليعكس أي تغييرات تجريها أثناء الكتابة/التحرير، بالإضافة إلى أي تغييرات في أرقام الصفحات التي قد تحدث في حالة نقل النص أو حذف أو إضافة نص. بمجرد الانتهاء من جدول المحتويات، ينبغي أن تقدم قوائم منفصلة لجميع الجداول والأشكال الواردة في الأطروحة، ومن الضروري التأكد من ترقيمها بدقة، ومن صحة العناوين، ومن تطابق أرقام الصفحات مع تلك الموجودة في النص.

المقدمة

المقدمة هي مقطع قصير وعادة ما يشكل جزءًا من القسم الافتتاحي لمراجعة الأدبيات، وهي تضع السياق العام للأطروحة بمعنى أكثر عمومية. توضح المقدمة في جوهرها الحاجة إلى التركيز على هذا الموضوع، ويمكن عرض ذلك في إطار مشكلة مجتمعية أوسع، أو حاجة سريرية معينة، أو الحاجة إلى تعزيز الإنتاجية في مكان العمل، أو قضية اجتماعية أو قضية صحية حالية أو ناشئة (جائحة كوفيد هي مثال رئيسي على ذلك). عند كتابة هذا القسم، اسأل نفسك السؤال المهم للغاية: لماذا هذا البحث مهم؟ وبالرغم من قصر هذا الجزء إلا أنه عند كتابتها بشكل جيد، تكون بمثابة بداية مقنعة لأطروحتك التي تغري القارئ بالانخراط بشكل أعمق في عملك.

مراجعة الأدبيات

 

هذا القسم مهم للغاية لأنه ينشئ السياق ويوفر الأساس لبحثك. بعد أن قدمت الموضوع وحددت أهميته، يجب عليك الآن تقديم استعراض للأعمال السابقة التي تمت في المجال. وفي ذلك السياق، ستحتاج أيضًا إلى النظر في الأطر النظرية المختلفة المستخدمة والطرق المنهجية المختلفة المعتمدة.

قد تجد أن هناك كمية كبيرة من المحتوى الذي يجب تغطيته، لذا،  تأكد أن هذا القسم مكتوب بإيجاز ومنظم جيدًا في جميع أنحاءه. هناك عدة طرق يمكنك من خلالها تنظيم المراجعة الخاصة بك؛ على سبيل المثال، يمكنك تنظيمها من حيث الأطر النظرية، أو الطرق المنهجية، أو المواضيع الأساسية، أو المجالات المثيرة للجدل - كل هذا يعتمد على هدف(أهداف) بحثك. أياً كان النهج الذي تختاره، تجنب ببساطة تقديم قائمة من الدراسات لأن قراءتها ستكون مملة وسيكون من الصعب على القارئ معرفة كيفية ارتباط الأعمال المختلفة التي تقدمها ببعضها البعض.

العنصر الثاني، وهو أمر بالغ الأهمية، هو أن هدفك ليس مجرد وصف الأدبيات التي تراجعها، ولكن تقييمها بشكل نقدي. ما هي نقاط القوة والضعف عندهم؟ ماذا تضيف في هذا المجال؟ وعلى نطاق أوسع، ما هي مزايا وعيوب هذا النهج النظري أو المنهجي؟

نظرًا للمجال بشكل عام، يجب أيضًا تحديد المواضيع  التي حذفتها. ما الثغرات الموجودة في الأدبيات الحالية؟ من خلال عرض العمل من وجهة نظر نقدية، ستكون في وضع يسمح لك بتوضيح الأساس المنطقي لبحثك. على سبيل المثال، قد تسعى إلى سد فجوة معينة في الأدبيات، أو تجربة منهجية بديلة، أو توسيع إطار نظري موجود. وبعد أن قررت ما ستفعله، عليك تحديد ذلك بعبارات واضحة ودقيقة.

عليك أولاً أن تحدد الهدف الشامل لبحثك، والأهداف التي تمكنك من تحقيق ذلك. ستنهي القسم بعد ذلك ببيان دقيق لأسئلة البحث المحددة التي ستجيب عليها أو الفرضيات التي ستختبرها. وبعد القيام بذلك، أنت الآن في وضع يسمح لك بالمضي قدمًا وشرح كيفية قيامك بهذه المهمة.

المنهجية

بعد صياغة أسئلة وفرضيات البحث، فإن الخطوة التالية الأكثر أهمية هي أن تشرح للقارئ كيف أجريت بحثك. من المرجح أن يتكون هذا الفصل من مجموعة من الأقسام الفرعية، سيختلف طولها ومحتواها حسب الموضوع وطبيعة النهج المتبع. من الضروري في البداية تحديد الشكل الدقيق الذي اتخذه البحث؛ أي تصميم البحث.

على سبيل المثال، يمكن أن يكون تصميمًا تجريبيًا بين المشاركين، أو مسحًا مقطعيًا، أو دراسة مراقبة المشاركين. بعد ذلك، ستنتقل عادةً لمناقشة من شارك (إن وجد) في البحث في قسم "المشاركين". سيوفر هذا تفاصيل حول عدد الأشخاص الذين شاركوا، ومن أين قمت باستقطابهم؟ وما إذا كنت قسمتهم لمجموعات معينة (عشوائيًا أو غير ذلك)، وأي تفاصيل ديموغرافية قد تكون ذات صلة خاصة بالدراسة، مثل المهنة والفئة العمرية. ومن الممارسات الشائعة أيضًا إعطاء التوازن بين الجنسين في عينتك.

في القسم التالي، يجب عليك بعد ذلك شرح كيفية استقطاب عينتك. في البحث الكمي، قد يتضمن ذلك استخدام العينات العنقودية، أو العينات الطبقية، أو العينات العشوائية البسيطة. في البحث النوعي، قد يتضمن ذلك اختيار مجموعة معينة من الأشخاص (أخذ العينات الهادفة) أو ببساطة استخدام عينة ملائمة. أيًا كانت الطريقة التي اخترتها، فسوف تحتاج إلى تبرير سبب اختيارك لها في ضوء أسئلة أو فرضيات البحث الخاص بك.

يعرض القسم التالي بعد ذلك المواد المستخدمة في البحث لجمع بياناتك. يمكن أن يتخذ ذلك أشكالًا مختلفة، ويمكن أن يشمل استخدام تدوينات المقابلات، أو استطلاعات الرأي (الموجودة أو المعدلة)، أو أنواع مختلفة من المحفزات التجريبية. ستحتاج إلى تقديم معلومات كافية حتى يتمكن أي باحث في المستقبل من تكرار دراستك، وشرح كيفية تطويرأو إنشاءأو تكييف المواد التي استخدمتها. وبالتزامن مع ذلك، ستحتاج إلى شرح الغرض من هذه المواد - ما نوع البيانات التي أنتجتها وما الذي مكنك من الاختبارأو التحقيق أو التقييم؟

وهذا يوفر أيضًا مبررًا إضافيًا للنهج المحدد الذي اعتمدته في بحثك. ولتجنب تقديم الكثير من التفاصيل، يمكنك ببساطة تقديم أمثلة ذات صلة من تدوينات المقابلة الخاصة بك، وعناصر من استبياناتك، وما إلى ذلك. وينبغي توفير التفاصيل الكاملة لهذه المواد في الملاحق.

يعرض القسم التالي تفاصيل "الإجراء" المستخدم، حتى يتمكن أي باحث مستقبلي من متابعة ما قمت به وتكرار دراستك. من الأفضل تقديم هذا في صورة وصف متعمق خطوة بخطوة لكيفية إجراء الدراسة، بما في ذلك أسباب أي قرارات اتخذتها على طول الطريق أو أي ظروف غير متوقعة أجبرتك على تعديل نهجك.

لا يجب عليك ذكر التفاصيل الدقيقة، ولكن تأكد من عدم إغفال أي شيء مهم كان له تأثير كبير على نتائجك. بعد ذلك، يجب عليك تقديم قسم عن "الاعتبارات الأخلاقية" يوضح بالتفصيل كيفية حصولك على الموافقة الأخلاقية لبحثك (ومن أين حصلت عليها؟)، والاعتبارات المحددة التي تناولتها والتي كانت ذات صلة بدراستك. من المحتمل أن يغطي هذا مشكلات مثل الحصول على موافقة مستنيرة، والحفاظ على السرية وعدم الكشف عن هويته، وضمان عدم تعرض المشاركين لأي ضرر.

اشرح ما فعلته للتعامل مع هذه الاعتبارات بشكل مناسب. وأخيرًا، يجب عليك بعد ذلك تقديم قسم "تحليل البيانات" الذي يصف النهج الذي المتخذ لتحليل البيانات، والذي قد يتضمن وصفًا للاختبارات الإحصائية المستخدمة (وتوضيحًا لسبب ملائمتها)، أو مخطط للتحليل النوعي الذي أجريته، مثل التحليل الموضوعي، أو تحليل الخطاب، أو التحليل الظاهري التفسيري. يمكن تقديم مزيد من التفاصيل حول كيفية أداء هذه التحاليل (والنتائج) فيما بعد في فصل النتائج/الموجودات.

النتائج / الاكتشافات:

بعد جمع البيانات، يأتي هذا القسم الذي تشرح فيه بالتفصيل التحليلات التي قمت بها وما اكتشفته. قد يكون هذا القسم طويلاً، لذا من الضروري تنظيم وترتيب النتائج بشكل واضح ومنطقي يتماشى مع الأهداف العامة لبحثك. يمكنك استخدم العناوين والعناوين الفرعية المناسبة باستمرار لتسهيل المهمة. إذا كان بحثك ذا طابع كمّي، فمن المحتمل أن تقدم نتائج التحليلات الإحصائية (المشار إليها عادة باسم "النتائج"). ستشمل هذه أي معالجة ذات صلة للبيانات (مثل التعامل مع البيانات المفقودة / القيم الشاذة) والإحصائيات الوصفية التي تلخص طبيعة البيانات، والإحصائيات الاستدلالية التي تحدد ما إذا كانت الفرضيات التي وضعتها مدعومة (أو غير مدعومة).

لا تغرق القارئ في كم هائل من الأرقام؛ يجب أن يكون بإمكانه رؤية الصورة الكبيرة دون أن يضيع في التفاصيل. كن انتقائيًا في المواد التي تقدمها. استخدم الجداول قدر الإمكان لتلخيص البيانات، واستخدم الرسوم البيانية والرسوم البيانية لتمثيل نتائجك بصورة بصرية. هذا يساعد القارئ حقًا على فهم ما توصلت إليه.

تأكد أيضًا من تصنيفها بشكل صحيح وفقًا للنظام المرجعي الذي تستخدمه، مع الإشارة إلى ذلك في النص، وإلا فسوف يتساءل القارئ عن معناها. تأكد من تقديم نتائج الاختبارات بالطريقة المناسبة (من خلال الرجوع إلى دليل الإحصاء الموصى به) وتجنب إدراج بيانات غير ذات صلة لا تلقي أي ضوء على أسئلة البحث. الوضوح هو المفتاح! يجب تضمين المواد التكميلية مثل مخرجات برنامج  إس بي إس إس في الملاحق.

إذا كانت دراستك ذات طبيعة نوعية، فمن المحتمل أنك ستقدم كمية كبيرة من البيانات النصية في شكل موضوعات أو موضوعات فرعية، أو خطابات، أو نظريات ناشئة (يشار إليها عادةً باسم "النتائج").

أيًا كان النهج التحليلي الذي اعتمدته، فسوف تحتاج إلى توجيه القارئ خلال التحليل خطوة بخطوة، موضحًا كيف أدى هذا التحليلي إلى النتائج التي حددتها، وبالتالي ما إذا كانت التفسيرات التي تقوم بها والاستنتاجات التي تتوصل إليها لها ما يبررها. مرة أخرى، لا تغرق القارئ في البيانات، وكن انتقائيًا فيما تقدمه - اذكر فقط البيانات ذات الصلة بالإجابة على سؤال (أسئلة) البحث الخاص بك.

لتوضيح النتائج التي توصلت إليها، استشهد ببعض البيانات التي ذكرتها حتى يتمكن القارئ من الحكم بنفسه على ما إذا كانت تفسيراتك مبررة أم لا. لا تقم بتضمين أجزاء كبيرة من البيانات وكلمات المشاركون. البيانات ليست بديلاً عن التحليل؛ ستحتاج أيضًا إلى استخلاص معنى كلمات المشاركين والنظر في آثارها من حيث المواضيع الأوسع المتباينة وربما المتعارضة. يمكنك تضمين النصوص الكاملة لأي مقابلات أو مجموعات المناقشة مع المشاركين في الملاحق. يجب أن يكون هدفك الأساسي سرد "قصة" تأسر القارئ وتعكس الفروق الدقيقة في النتائج التي توصلت لها. وبالتالي، فإن التنظيم القوي للنص والوضوح أمر بالغ الأهمية.

إذا كنت أجريت دراستك بطرق مختلطة، فمن المحتمل أن تقدم مزيجًا من التحليلات النوعية والكمية. قد تكون القيود المفروضة على الكلمات مشكلة، لذا ستحتاج إلى أن تكون انتقائيًا للغاية في المواد التي تقدمها - دع أسئلة البحث أو الفرضيات تكون دليلك. قضية أخرى مهمة تحتاج إلى مراعاتها هي أنك ستحتاج إلى إظهار كيفية ربط مجموعتي التحليل معًا (لماذا قمت بذلك من البداية؟). هل تدعم النتائج بعضها البعض، أو تضيف أبعادًا جديدة إلى الأفكار المكتسبة، هل تتعارضأو تتناقض مع بعضها البعض؟ إذا كانت متعارضة، فيمكنك التفكير في سبب ذلك وما يعنيه ذلك في قسم المناقشة. أخيرًا، لا تنهي هذا القسم فجأة - اختتمه بجملة توجه القارئ إلى الخطوة التالية وهي المناقشة.

المناقشة

ينبغي تحقيق الأهداف التالية في قسم المناقشة:  أولاً، يجب عليك تلخيص النتائج الرئيسية (لا تكرر أجزاء كبيرة من النتائج/الاكتشافات) وحدد ما إذا كانت قد أجابت على أسئلة بحثك وكيف أجابت عليها. بعد ذلك، يجب عليك أن الإشارة إلى علاقة النتائج الحالية بالأدبيات أو النماذج النظرية الموجودة - هل تدعم ما هو معروف بالفعل، أو تبني عليه، أو ربما تعارضه.

بعد ذلك، تأتي الخطوة التالية التي تقيم فيها آثار الدراسة على الممارسات الحالية أو البحث في هذا المجال. ومع ذلك، لموازنة ادعاءاتك، ستحتاج إلى تقييم نقاط القوة والضعف في دراستك. ما هي النقاط التي أتقنتها، وما الذي ينبغي أن يتم بطريقة مختلفة؟ جميع البحوث لديها نقاط ضعف، لذا سيقدرك الأساتذة على تحديدها وفهم كيفية التعامل معها. بناءً على ذلك، يمكنك بعد ذلك يجب أن تقدم توصيات واقتراحات منطقية وملائمة للبحث المستقبلي. يعكس هذا النهج الطبيعي للبحث ويعطي إشارة للقارئ بأنك قادر على تحديد مكانة عملك ضمن مجموعة الأدبيات الواسعة، وما ينبغي أن تكون الخطوات التالية في هذا المجال.

الخاتمة

على الرغم من أن التوجيهات قد تختلف، من المتوقع منك إنهاء أطروحتك بخاتمة مناسبة، سواء كان هذا قسمًا مستقلاً أو جزءًا من المناقشة. يجب أن تكون الخاتمة قصيرة (فقرة أو فقرتين) وغنية بالمعلومات ومع ذلك لا ينبغي أن تتضمن أي مادة جديدة، ولا ينبغي أن تكرر أجزاء من المناقشة. الهدف من المناقشة هو أن تحدد بإيجاز الوجهة التي قادك إليها بحثك (بالنظر إلى أسئلة البحث الخاصة بك) وآثار ذلك على النظرية الحالية، أو الممارسة الأوسع، أو التأثيرات على المجتمع أو مجموعات معينة من الأفراد. هل قمت بحسم نقاش أو قضية معينة أو هل أثار عملك أسئلة أكثر من الإجابات؟ احرص على إنهاء عملك بملاحظة ديناميكية، فهي آخر شيء سيقرأه الممتحن، وستوضح له أنك فهمت ما قمت به وما يعنيه بحثك.

Top of Form


Bottom of Form


 

المراجع

بعد كتابة أطروحتك، ستكون مهمتك النهائية هي إعداد قائمة كاملة بالمراجع التي استخدمتها خلال أطروحتك. سيعتمد الأسلوب والتنسيق الذي تستخدمه على النظام المرجعي الذي يُطلب منك الالتزام به. من أكثر تنسيقات المراجع شيوعًا APA وHarvard وChicago وOSCOLA. الدقة عامل أساسي في هذا القسم، لذا تأكد دائمًا من الرجوع إلى أحدث إصدار من الأدلة الأسلوبية الصحيحة. على الرغم من أن هذه العملية تستغرق وقتًا طويلاً، إلا أنه من الضروري القيام بها بشكل صحيح؛ ينظر الممتحنين نظرة سلبية تجاه الأطروحة التي لا تعرض المراجع كما يجب.

أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا عند كتابة قائمة المراجع هو حذف المراجع التي أشرت إليها في النص، أو على العكس من ذلك، تدرج المراجع التي لم تشر إليها في النص. الفاحصون يتحققون من هذا! أفضل استراتيجية هي تجميع قائمة من المراجع أثناء كتابة أطروحتك، ثم التركيز على ضمان الدقة عند إنشاء قائمتك النهائية. هناك أيضًا أمرين ضروريين يجب مراعاتهم وهم: التأكد من أنك استخدمت النمط الصحيح لاستشهاداتك في النص، مع ملاحظة استخدام "و" بشكل خاص، وتأكد من أن قائمة المراجع الخاصة بك مرقمة أو معروضة بالترتيب الأبجدي .

بعض الأخطاء التي يجب تجنبها

1.     عدم تقديم الحجج

ربما تكون بحثت في موضوعك جيدًا، وقدمت جميع الاستشهادات المطلوبة، وكتبت أطروحتك بلغة مثالية. ومع ذلك، إذا لم تقدم حجتك أو تذكر النص الأصلي، فكل ما تفعله هو مجرد تكرار للمعلومات الموجودة في البحث.

2.     عدم وجود أدلة

عند تقديم حجتك، قد تبدي رأيك ببساطة دون ذكر أي دليل أو مبرر. لذلك، ادعم حججك دائمًا بالأدلة.

3.     السرقة الأدبية

تتخذ الجامعات إجراءات صارمة للغاية فيما يتعلق بالسرقة الأدبية، الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة. يجب تقتبس عمل الآخرين وتعرضه وكأنه عمل خاص بك. ينبغي تقديم أعمال وآراء الآخرين بكلماتك الخاصة، ويجب الاستشهاد بها دائمًا.

4.     سوء الاقتباس

في بعض الأحيان سوف تحتاج إلى تقديم اقتباسات مباشرة من علماء آخرين. يجب أن تضع هذه الاقتباسات دائمًا بين علامتي اقتباس مع ذكر مصدرها. لا تحاول إعادة صياغة أو تعديل مثل هذه الاقتباسات حيث سيعتبر ذلك اقتباسًا خاطئًا. لهذا السبب، يجب عليك التأكد من تقديم الاقتباس بدقة دون وجود أي أخطاء مطبعية.

5.     نشر الأرقام والإحصائيات بشكل غير دقيق

إذا كانت رسالتك تحتوي على جداول وإحصائيات، فيجب عليك التأكد من دقة جميع الأرقام المستخدمة.

6.     استخدام الاختصارات بطريقة غير متسقة

تأكد من اتساق أي اختصارات تستخدمها في الأطروحة بالكامل. عند كتابة الاختصار لأول مرة، يجب كتابة الاسم/ النظرية/المنظمة ذات الصلة، وما إلى ذلك بالكامل بجانب الاختصار المقابل بين قوسين. لا تستخدم الاختصارات في الملخص الخاص بك. إذا كنت قد استخدمت عددًا كبيرًا من الاختصارات، فقد ترغب في تضمين قائمة بالمصطلحات والاختصارات المقابلة لها مباشرةً قبل صفحة المحتويات (ينطبق هذا بشكل خاص على الأوراق العلمية)

7.     عدم تناسق الفقرات والتباعد

التناسق بين الفقرات والتباعد ضروري للغاية،  ستحدد لك الأدلة الأسلوبية التي تنشرها مؤسستك ما إذا كنت ستطبق المسافات البادئة في بداية الفقرات أم لا. كما ستحدد عدد المسافات (إن وجدت) التي يجب تركها بين الفقرات وأقسام النص والأشكال/الجداول والنص وما إذا كان يجب أن يبدأ كل فصل بصفحة جديدة. إن عدم مراعاة ذلك سيعطي انطباعًا بالإهمال ويمكن أن يكون مشتتًا ومزعجًا ومربكًا للقارئ.

8.     الخلط بين التهجئة الأمريكية وتهجئة المملكة المتحدة واستخدام علامات الاقتباس المفردة/المزدوجة

راجع الأدلة الأسلوبية المناسبة لمعرفة ما إذا كان يجب عليك الكتابة باللغة الإنجليزية الأمريكية أو الإنجليزية البريطانية، ثم تأكد من الالتزام بهذه التهجئة المحددة في الأطروحة بأكملها. توضع جميع الاقتباسات في الإنجليزية البريطانية بين علامات اقتباس فردية، مع استخدام علامات اقتباس مزدوجة للإشارة إلى الاقتباسات داخل الاقتباس. أما في الإنجليزية الأمريكية، فيكون العكس صحيح.

إساءة استخدام الأزمنة

قد يكون استخدام الأزمنة المناسبة أمرًا صعبًا للغاية في كثير من الأحيان، وقد تختلف المتطلبات وفقًا للتخصص، لذا تأكد من مراجعة القسم ذي الصلة في الأدلة الأسلوبية قبل كتابة أطروحتك. القاعدة العامة هي استخدام زمن الماضي عند الكتابة عن أي شيء اكتمل بالفعل (سينطبق هذا على معظم أطروحتك)، وزمن المضارع عند مناقشة نتائجك والإشارة إلى الجداول والنتائج، أما زمن المستقبل فيستخدم عند تقديم التوصيات والاقتراحات بشأن خطوط التحقيق الجديدة. هذه نصيحة نفيدة لارشادك أثناء كتابة أطروحتك:

-       قبل كل شيء، كن متسقًا ودقيقًا، لأن إساءة استخدام الأزمنة يمكن أن تكون مضللة ومربكة للغاية للقارئ!

الأدلة الأسلوبية

تذكر أن جميع الجامعات تصدر أدلة أسلوبية ونصائح عامة لكتابة الأطروحات. تأكد دائمًا من مراجعة الأدلة الأسلوبية ذات الصلة واتبع توصياته بدقة.

كاتب المقال الدكتور ديفيد كينسيل وهو محاضر سابق يعمل حاليا لدينا كمحرر ومراجع لغوي لرسائل الماجستير والدكتوراة